السؤال (زائر)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 16 سنة. منذ شهرين بدأت معي مشكلة غريبة: شعرت أنني أبلع ريقي باستمرار بشكل مزعج،
وإذا انشغلت عنه يختفي، لكن إذا تذكرته يعود من جديد. بعدها ظهرت أفكار غريبة تلاحقني،
مثل الاستغراب من أبسط الأشياء: كيف الناس يتكلمون ويفهمون بعضهم؟ أحياناً أشعر كأنني طفل لا أعرف شيئاً،
وأحياناً أستغرب حتى من اللغة العربية نفسها!
هذه الأفكار تتعبني وتجعلني حزيناً، ولا أعرف إن كان هذا وسواساً أم مرضاً آخر. هل حالتي نفسية؟ وكيف أتعامل معها؟
ما تصفه يدخل ضمن نطاق الوسواس القهري الفكري، وهو شائع في مثل سنك بسبب حساسية التفكير
وزيادة المراقبة الذاتية. بلع الريق عملية طبيعية تلقائية، لكن عندما يركّز العقل عليها تتحول إلى وسواس.
كذلك الأفكار الغريبة حول اللغة أو الكلام ليست مرضاً عقلياً، بل جزء من الوساوس الفكرية التي تضخم الأمور البديهية.
خطوات عملية للتعامل مع الوسواس:
- تجاهل ومقاومة: لا تستجب للفعل الوسواسي (بلع الريق المتكرر مثلاً)، وحاول تحويل الفكرة بذكر "الحمد لله" أو "أستغفر الله".
- الانشغال: امارس هواية، رياضة، أو نشاط يومي يشغلك عن مراقبة جسدك وأفكارك.
- العقلنة: ذكّر نفسك أن هذه مجرد أفكار عابرة لا تستحق التحليل أو الخوف.
- تدرّب تدريجياً: كلما قاومت الفكرة مرة، سيضعف تأثيرها في المرات التالية.
- انتظام الحياة: نوم كافٍ، غذاء صحي، وتواصل اجتماعي يقلل من شدة الوساوس.
تذكّر: الوسواس لا يعني الجنون ولا ضعف الإيمان، بل هو اضطراب نفسي يمكن السيطرة عليه مع الوقت.
كثير من الناس في مثل عمرك مرّوا بتجارب مشابهة وتجاوزوها بالانشغال والمقاومة.
إذا استمرت الأفكار بشكل مزعج أو سببت لك ضيقاً شديداً، من الأفضل مراجعة مختص نفسي للتقييم المباشر،
فقد تحتاج لجلسات علاج سلوكي معرفي، وهو فعال جداً في مثل هذه الحالات.
*تنويه:* هذه إجابة إرشادية خاصة بسؤالك ولا تغني عن استشارة مباشرة مع مختص عند الحاجة.